إشراقات قرآنية

                                         

                                                            

   إشراقات قرآنية 

                                                                



إشراقات قرآنيةٌ اكتبها مع كل إشراقة يوم جديد ، نقف فيها مع 


آيات من كلام الله عز وجل نتأمل جميل نظمها وبليغ  معانيها ، 


ونستظل بظلالها الروحانية الآسرة ، وأرجوا  أن أقدم بذلك خدمة 


لكتاب الله أولاً ثم للغتنا العربية التي ازدانت بهذا الكتاب العظيم.




تابعوني صباح كل يوم بمشيئة الله.. 






ماجلس امرؤاً إلى القرآن الكريم يتلوه ويتأمله, ويتأمل بلاغته وإعجازه، إلا وأحس أنه في جو مزيج من مهابة تبعث الإيمان, وسعادة تمنح السكينة, ونور يضيء جوانب النفس بالعلم الصحيح, والإقناع البليغ, والإمتاع المعجز, كيف لا وهو كنزلاتفنى عجائبه, وبحر لا تحتجب جواهره .
 قد تأثر به البشر وغيرالبشرعلى  اختلاف مللهم ونحلهم.

 - إليك بعض إشراقاته وهداياته : 


               إشراقات قرآنية من (سورة الكهف)

بدأت السورة بالتوحيد واختتمت بالنهي عن الشرك.

وبدأت أيضا بالحمد واختتمت بالرحمة.

وبدأت أيضا بالحديث عن إنزال الكتاب واختمت بالحديث عن كلمات الله وأنها لاتنفد.



الإشراقة الأولى:
قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا " [الكهف : 1]
يذكّرنا الله سبحانه وتعالى على نعمه العظيمة ،فمنها نعمة إنزال الكتاب" القرآن الكريم"، وهذه تحتاج إلى شكر وحمد ، فله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد في كل حال ومآل، وله الحمد على ما أعطى ومنع، قفال جل جلاله – يعلمنا كيف نحمده- :"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا " [الكهف : 1].
الإشراقة الثانية:
                قوله تعالى: "أنزل على عبده الكتاب....."
أن أشرف المقامات مقام العبودية، ولذا وصف الباري عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم به.
الإشراقة الثالثة:
                   قوله تعالى: "الحمد لله"
ينبغي للدعاة والوعاظ أن يستفتحوا محاضراتهم وكلماتهم ولقاءاتهم بالتعريف عن الله وبيان فضله ونعمه؛ لأن من عرف الله حق معرفته أجدر أن يطيعه فيما أمره ويجتنب مانهى عنها، وهنا استفتح به.

                     ******************
الإشراقة الرابعة :


الـنـقـيـر

النقير هو الثقب الذي يوجد في غلاف البذرة ، ويدخل منه الماء الذي يمكن البذرة من الإنبات.
وفي لسان العرب : النقير نقرة في ظهر النواة ، منها تنبت النخلة ، وهو تعريف علمي صحيح ، حيث أن النقير في نواة البلح يدل على مكان الجنين الصغير الموجود في المنطقة الظهرية ، أما بقية النواة فهي عبارة عن مواد غذائية توجد فيما يسمى (بالأندوسبرم) أي كأم للجنين.
  
ما أهمية النقير للنبات :
رغم أن النقير ضيق وصغير ، فهو لا يرى بالعين المجردة ، لكن يمكن تبين مكانه بعد نقع البذرة في الماء ، فإذا ضُغطت بعد انتقاعها خرج الماء أو فقاقيع الهواء من النقير.
وقد وردت كلمة (النقير) في القرآن الكريم مرتين الآية الأولى قوله سبحانه وتعالى:  -
 في سياق الحديث عن اليهود وأنهم يمنعون الحقوق : (
أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيرا)ً(سورة النساء:53). أي لا يعطون أحداً شيئاً ولو كان مثل النقير.
 
والآية الثانية قوله سبحانه وتعالى :  
( (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) . (النساء : 12
ولما كان النقير أصغر ما في البذرة ضُرب به المثل في الصغر والقلة ... وليس هو أصغر شيء ورد في القرآن ...
 بل هناك ما هو أصغر من ذلك وأكبر فمن علم النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ؟ إنه الله الواحد الأحد



                           *********************


الإشراقة الخامسة :

                     اليوم سنشرق مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم                       


قال تعالى: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  } الحجر(99)

تفسير الآيات :

قوله: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ ٱلَّذِينَ(95) يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } والمراد بهؤلاء المستهزئين الذين واعد تعالى بكفاية رسوله شرَّهم, الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث كلهم ماتوا بآفات مختلفة في أمدٍ يسير .

وهذا وعْدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنْ لا يضره المستهزئون، وأنْ يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل الله تعالى، فإنَّه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.!

 
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال :

بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ يصلي عند الكعبة، وجمع قريش في مجالسهم، إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جزورِ آل فلان، فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به، ثم يمهله حتى إذا سجد وضَعَه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، وثَبَتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلقٌ إلى فاطمةَ - رضي الله عنها - وهي جويرية، فأقبلتْ تسعى، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا حتى ألقتْه عنه، وأقبلتْ عليهم تسبُّهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال: (اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد)، قال عبدالله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر.!

وقصة كسرى وقيصر المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم جديرة بالتأمل، فقد كتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فامتنع كلاهما عن الإسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبَّت الله ملكه، وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ به، فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة مُلك، فكل من أبغض النبي صلى الله عليه وسلم وعاداه، فإن الله يقطع دابره، ويمحق عينه وأثره، وهذا تحقيق وتصديق
لقول الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}

سورة الكوثر(3). 

وينبغي أن يُعْلم أن كفاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ممن استهزأ به أو آذاه ليست مقصورة على إهلاك هذا المعتدي بقارعة أو نازلة، بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة،
قال الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} سورة المدثر:31.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم يضيق باستهزاء المستهزئين وسخريتهم،
فقال الله تعالى له: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } أي من الاستهزاء بك والسخرية، ومن المبالغة في الكفر والعناد فنرشدك إلى ما يخفف عنك الألم النفسي { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } أي قل سبحان الله وبحمده أي أكثر من هذا الذكر { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } أي المصلين إذ لا سجود إلا في الصلاة أو تلاوة القرآن، إذاً فافزع عند الضيق إلى الصلاة,  فلذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة.

وقوله: { وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ } أي واصل العبادة وهي الطاعة في غاية الذل والخضوع لله تعالى حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت فإن القبر أول عتبة الآخرة وبموت الإنسان ودخوله في الدار الآخرة أصبح إيمانه يقينًا محضًا.
 
                             ******

هناك 6 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير ..أختي هيفاء أستمتعت بقراءة هذه الصفحة ..

    ردحذف
    الردود
    1. العفو أختي عيده , وأن شاء الله افيدكم بالمزيد .

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. سلمت أناملك طرح شيق وممتع.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا أختي رقية , هذا لطف منك .

      حذف
  4. جزاك الله الف الف خير فوائد قيمه الف شكر لكي عزيزتي .

    ردحذف

شكرا جزيلا